الأثنين 10 ربيع الأول 1445هـ - 25 سبتمبر، 2023
الأحد, 16 أكتوبر, 2022
قد يكون الاتفاق الإسرائيلي اللبناني الأخير بشأن ترسيم الحدود البحرية وحقول الغاز تاريخياً للدولتين. لا سيما أنه يأتي بعد تاريخ طويل من النزاع على الحدود البرية والبحرية. وبخلاف ذلك البعد التاريخي فالاتفاق له العديد من التداعيات والعوائد على كلا البلدين. وهو ما يتطلب دراسةً لتفاصيل الاتفاق وتحديد تداعياته على طرفيه. والسؤال هنا: ما عوائد الاتفاق الإسرائيلي اللبناني على الدولتين والعقبات التي تقف في طريقه؟
ينص الاتفاق على السماح لإسرائيل بإنتاج الغاز الطبيعي من خزان كاريش البحري المتنازع عليه مع لبنان. والذي يحتوي على 2-3 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي و44 مليون برميل من السوائل. مقابل السماح للبنان باستغلال حقل قانا المتنازع عليه أيضاً والمقدر احتياطاته بـ 25 تريليون قدم مكعب.
سوف تسمح إسرائيل للبنان بإنتاج الغاز من حقل قانا. لكنها ستحصل على رسوم مقابل أي غاز يستخرج من المناطق الواقعة في مياهها الإقليمية. وبموجب الاتفاقية سيتم تقسيم المياه الإقليمية على الخط الممتد من حقل قانا. حيث تتنازع الدولتان على تلك المساحة (860 كيلو متراً مربعاً). مع ترك “خط عوامة” الحدودي القائم حالياً.
الاتفاق تم بعد عدة سنوات من المحادثات بين الجانبين توسطت فيها الولايات المتحدة. والاتحاد الأوروبي الذي يضغط هو الآخر من أجل الحصول على كل متر غاز ممكن من أي حقل على وجه الأرض. وهو ما يتضح من خلال سرعة إرسال وفد من شركة توتال الفرنسية من أجل البحث والتنقيب بحقل قانا اللبناني.
من المتوقع عرض المسودة النهائية للاتفاق على حكومة تصريف الأعمال الإسرائيلية للموافقة عليها قبل انتخابات 1 نوفمبر. ومن المتوقع أن يوافق مجلس الوزراء على الاتفاق من حيث المبدأ. ثم إحالته للبرلمان للمراجعة لتمنح الحكومة الإسرائيلية الموافقة الرسمية النهائية.
في الواقع تحقق إسرائيل الكثير من الفوائد بهذا الاتفاق. أولها تعزيز إنتاج الغاز الطبيعي في البحر الأبيض المتوسط. لا سيما في ظل ارتفاع الطلب الأوروبي عليه. وفي ظل ارتفاع أسعار الغاز لمستويات قياسية لأكثر من 1000 دولار للألف متر مكعب. وهو ما يعني ضخ المليارات في الاقتصاد الإسرائيلي.
على الرغم من أن حقل كاريش صغير نسبياً من حيث الإنتاج. إلا أن توصيله بشبكة الإنتاج العالمية تطور مُرحَّب به مِن قِبَل حلفاء إسرائيل في الغرب. خاصةً بعد ارتفاع إنتاج الغاز الإسرائيلي بنسبة 22% هذا العام. نتيجةً لتقليص أوروبا اعتمادها على الطاقة الروسية والبحث عن بديل.
الفائدة الثانية ضمان استقرار الحدود الشمالية لإسرائيل. فمشاركة حزب الله بالاتفاق إنجازٌ للسياسة الإسرائيلية. فهي بذلك تضمن تحييده. وتفكيره مرتين قبل الإقدام على الهجوم على حقولها بالبحر المتوسط. بعد أن بات للبنان حصة بها. كما أن الاتفاق قد يكون تمهيدًا لإنهاء حالة الحرب مع لبنان والمستمرة منذ عقود.
أما فيما يتعلق بعوائد لبنان فهو يعاني من أزمة مالية قاسية. وصلت لحد الإفلاس. وهي بحاجة لكل دولار ممكن. ومع السماح لها باستغلال وتطوير حقل قانا. من المتوقع أن تحصل على عوائد سريعة تبلغ مليارات الدولار. خاصةً مع التعاون الفرنسي من خلال شركة توتال إنرجي التي بدأت بالفعل مناقشة التنقيب الفوري عن الغاز.
بدأت المحادثات بشأن هذا الاتفاق في عام 2020م. لكنه واجه نكسات متكررة بسبب الاعتراضات والتهديدات المتكررة. سواء من جانب حزب الله اللبناني أو اعتراضات اليمين الإسرائيلي. وهذه النكسات قد تعوق إتمامه أو استمراره.
أولى العقبات تهديدات حزب الله الذي رفض بدء إسرائيل الإنتاج من حقل كاريش دون اتفاق نهائي. فبعد أن جلبت إسرائيل سفينة إنتاج غاز لحقل كاريش الصيف الماضي أطلق حزب الله طائرات بدون طيار باتجاهها. ولكن أسقطتها تل أبيب.
لكن مع زيادة الضغوط الاقتصادية. ووصول لبنان لحد الإفلاس التام. أعلن حزب الله موافقته على الاتفاقية. متضامناً مع حكومة بلاده. غير أنه هدّد باستخدام أسلحته لحماية الحقوق الاقتصادية للبنان. وهو ما يزعج الحكومة الإسرائيلية بلا شك.
العقبة الثانية أن الموافقة الإسرائيلية ليست مضمونةً. فاليمين بقيادة رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو يرفض الاتفاقية التي يعتبرها “استسلاماً تاريخياً” لحزب الله. ويرى أن حكومة تصريف الأعمال ليس لديها سلطة للتوقيع على مثل هذا الاتفاق المهم. وتعهّد بإلغاء الصفقة إذا أعيد انتخابه.
كما قدمت عدد من الجهات والمؤسسات البحثية الإسرائيلية المحافِظة ذات النفوذ في الدولة العبرية طعناً أمام المحكمة العليا. في محاولة لعرقلة الصفقة. حيث يرون أن الاتفاقية تتطلب موافقة البرلمان. ويتهمون الحكومة بالتسرع في اتفاق بسبب ضغوط حزب الله.
في النهاية من المتوقع أن يتم اعتماد الاتفاق بشكل نهائي. وذلك نتيجة للدعم الأمريكي والأوروبي للاتفاق. إضافةً لكون لبنان لا يملك مرونةً اقتصاديةً كافية تسمح له برفض الاتفاق. وفي الأشهر القليلة القادمة سيتبين مستقبل الاتفاق بشكل نهائي.
مصطلح الاقتصاد الأبيض أو The Flat White Economy صاغه عالم الاقتصاد البريطاني دوجلاس ماكويليامز. ويعبر عن الاقتصاد الرقمي الذي يعتمد على الشركات الناشئة الصغيرة التي...
بعد تجاوز الحرب الروسية الأوكرانية العام والنصف. وفشل موسكو في حسمها بالسلاح التقليدي. وفشلها في حسمها عن طريق الضغط بملف الغاز. بدأت موسكو بتجريب سلاح...
بعد تسجيله أفضل أداء بين العملات في عام 2022م تراجع الروبل الروسي لأدنى قيمة له منذ مارس 2022م. ليبلغ 102 روبل لكل دولار. قبل أن...
يشهد السوريون في مناطق سيطرة النظام وضعاً اقتصادياً هو الأسوأ. مع تدنّ حاد في مستوى المعيشة والدخل. وتدنّ لمستوى الدخل اقترب معه من قيم قياسية...
اتخاذ الإدارة الأمريكية قراراً بعدم تمديد الإعفاءات من العقوبات الاقتصادية المفروضة على النظام السوري. يشير إلى عدم انعكاس هذه الإعفاءات على السوريين المتضررين من زلزال...
يأتي الانقلاب العسكري الأخير في النيجر في سياق الصراع بين الغرب وروسيا على النفوذ في إفريقيا. فتصاعد موجة الغضب بالمستعمرات الفرنسية السابقة ضد باريس والغرب...
تمثل المحادثات الأخيرة بين الولايات المتحدة وحركة طالبان الأفغانية في قطر نقطة تحول كبيرة في السياسة الخارجية الأمريكية. فبعد أن حاربت واشنطن الحركة وحليفتها تنظيم...
تُواجه اللِّيرَة التُّركيَّة تحدِّيات مُستمِرَّة، آخرها تراجُعها لمستويات قياسيَّة، وفي ظلّ تغيير السِّياسَة النَّقديَّة للمركزي التُّركيّ، يبدو مُستقبَل اللِّيرَة على مُفتَرق طُرُق، فمن الصَّعْب تَوقُّع...
لأوَّل مرَّة منذ ما يُقارب العامَيْن؛ قام المركزيّ التُّركيّ برَفْع سِعْر الفائدة من 8,5% إلى 15% دفعةً واحدةً، وهو ما يُعدّ انتقال السِّياسَة النَّقديَّة للمركزيّ...
بالطبع قرار المملكة العربية السعودية بالتخفيض الطوعي لإنتاجها من النفط بدايةً من يوليو المقبل بمقدار مليون برميل يومياً. لم يكن متوقعاً بهذا الحجم الكبير ولا...
يعد تزويد أوكرانيا بطائرات F16 خطوة على طريق التغيير في طبيعة الصراع بين موسكو وكييف. إلا أن هذا القرار من شأنه تعقيد المشهد السياسي. خاصةً...
تشير العديد من الدلائل إلى قرب هجوم أوكراني مضاد. وهذا الهجوم -في حال تم- سيكون الصراع الأقوى. فالخسارة به ستعني خسارة أوكرانيا الدعم الدولي. أما...
sdasadasd