الأثنين 17 ربيع الأول 1445هـ - 2 أكتوبر، 2023
الخميس, 23 يونيو, 2022
تأتي زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى تركيا ولقاءه الرئيس أردوغان في وقت بالغ الحساسية والتعقيد على العالم. لا سيما على المستوى الاقتصادي. وهو ما يجعل الجانبان يأملان في تحقيق مكاسب سياسية واقتصادية لبلديهما. وبدء حقبة جديدة من التعاون بعد سنوات من الجفاء. وهذا ما سيعزز من قدرة البلدين على مواجهة التحديات الاقتصادية والسياسية التي تفرضها الأزمات الدولية. وعلى رأسها أزمات التضخم وسلاسل التوريد وأزمة حرب أوكرانيا والتوترات السياسية في عموم المنطقة. ومن شأن الزيارة دعم مجالات التعاون في مختلف قطاعات الاقتصاد. والسؤال هنا: ما المكاسب السعودية والتركية المتوقعة بعد زيارة محمد بن سلمان لأنقرة؟
تأتي الزيارة في ظل ظروف اقتصادية دولية بالغة التعقيد. فأزمة التضخم تهدد اقتصاد غالبية دول العالم. وأسواق الطاقة وعلى الرغم من انتعاشها إلا أنها مهددة بالركود التضخمي. ناهيك عن عدم استقرار الطلب المستقبلي عليها.
هذه التحديات وغيرها تتطلب من الدول العمل على تحصين الاقتصاد ضد هذه التحديات. وعلى مستوى السعودية وتركيا فهما غير محصنات ضد هذه التحديات. لذلك فالتضخم في تركيا بلغ أرقاماً خطيرة. وكذا السعودية تشهد ارتفاعاً في التضخم والذي سجل ارتفاعاً قدره 2% في شهر مايو الفائت على أساس سنوي.
كما تأتي الزيارة أيضًا في وقت أصبحت فيه الثروة النفطية الهائلة للمملكة العربية السعودية الآن أكثر أهمية من أي وقت مضى. خاصةً وسط أزمة الإمدادات التي أشعلتها الحرب الروسية في أوكرانيا. ولذلك يسافر الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى السعودية يوليو المقبل للقاء محمد بن سلمان.
إن الضغط على سوق الطاقة العالمي والمطالب المستمرة بزيادة الإنتاج السعودي تزيد من حدة التحديات التي تواجه دول الخليج العربي عامة. والسعودية على وجه الخصوص. أما تركيا وباعتبار أنها من أكبر اقتصادات منطقة الشرق الأوسط فإنها تشكل شريكاً اقتصادياً استراتيجياً للسعودية.
مكاسب السعودية من الزيارة تتنوع بين الاقتصاد والسياسة. حيث ترغب السعودية بتعزيز علاقاتها مع تركيا. لا سيما أن المؤشرات الدولية تشي باحتمال التوصل لاتفاق نووي جديد بين إيران والغرب. وهذا لا يصب في مصلحة السعودية. كما أن التعثر السعودي في اليمن يتطلب مزيداً من التحالفات الإقليمية.
بالإضافة إلى ذلك فإن تركيا قد تلعب مستقبلاً دور الوسيط بين السعودية وإيران. وفي ذات الوقت فإن التحديات السياسية والعسكرية الدولية تعزز من مناخ المصالحات في المنطقة. فاستمرار الخلافات بين السعودية وتركيا من شأنه تقليل مناعة الإقليم بالكامل ضد التحديات والتهديدات الدولية.
تشمل المكاسب السعودية أيضًا الجانب العسكري من خلال صفقات شراء الأسلحة التركية. والتي أثبتت فاعليتها في أكثر من مكان. حيث إن الرياض تسعى إلى تنويع مصادرها في السلاح في ظل توتر العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية المورّد الأساسي لها. ورفضها ضغوط بايدن لزيادة إنتاجها من النفط.
كما أن الاقتصاد التركي متنوع وبيئة استثمارية متميزة وقريب جغرافياً من الاتحاد الأوروبي. والاستثمار فيه يعزز الخطة الاستراتيجية السعودية الساعية لتقليل الاعتماد على عوائد النفط في تمويل الموازنة العامة. لذلك فالاستثمار السعودي في تركيا يشكل دعماً مباشراً للخطط الاقتصادية السعودية.
المكاسب التركية سياسية واقتصادية. ولكن المكاسب الاقتصادية تتفوق نسبياً على نظيرتها السياسية. فعلى المستوى الاقتصادي تسعى تركيا للحصول على دعم سعودي للخروج من أزمتها الاقتصادية. وتتضمن مكاسب تركيا المتوقعة زيادة حجم التجارة الثنائية بين البلدين. مستهدفة تجاوز الـ10 مليارات دولار.
من المكاسب الاقتصادية التركية: استئناف الرحلات السياحية السعودية إلى تركيا. وقد حققت تركيا بالفعل عدداً من المكاسب قبل الزيارة. من خلال إنهاء الحظر السعودي شبه الرسمي على البضائع التركية في وقت سابق. وزيادة الصادرات التركية إلى السعودية بنسبة 25% في الربع الأول من العام الحالي.
كما تشمل المكاسب الاقتصادية التركية أيضاً دعم الليرة التركية. وتعزيز الاحتياطات الأجنبية لدى البنك المركزي التركي. من خلال التوقيع المستقبلي على اتفاقية لتبادل العملات بين البلدين.
علاوة على تدفق الاستثمارات الأجنبية إلى تركيا من خلال تمويل صناديق الاستثمار السعودية لمشاريع عدة داخل تركيا. إضافة لإيجاد أسواق كبيرة نسبياً لتصريف المنتجات التركية. وهذا ما يدعم بشكل غير مباشر سياسة خفض سعر الفائدة في تركيا. لا سيما أن هذه السياسة كان هدفها الرئيس دعم الصادرات.
من خلال الاقتصاد تطمح تركيا لتعزيز موقف العدالة والتنمية سياسياً قبيل الانتخابات المقبلة. فالاقتصاد له القول الفصل في نتائج الانتخابات. كما أن الموقف السياسي السعودي مهم لدعم مشروع المصالحة التركية المصرية. ومهم جداً لإيجاد حل للقضية السورية التي تشكل تهديداً للأمن القومي التركي.
بصفة عامة تشكل الزيارة دعماً لمناخ التهدئة السياسي العام في المنطقة. كما تشكل تدعيماً اقتصادياً للدول الإقليمية في مواجهة التحديات الاقتصادية العالمية والمتوقع تصاعدها في الفترة المقبلة. لذلك يُتوقع أن تنعكس نتائج الزيارة إيجابياً على مستوى المنطقة بالكامل سياسياً واقتصادياً.
مصطلح الاقتصاد الأبيض أو The Flat White Economy صاغه عالم الاقتصاد البريطاني دوجلاس ماكويليامز. ويعبر عن الاقتصاد الرقمي الذي يعتمد على الشركات الناشئة الصغيرة التي...
بعد تجاوز الحرب الروسية الأوكرانية العام والنصف. وفشل موسكو في حسمها بالسلاح التقليدي. وفشلها في حسمها عن طريق الضغط بملف الغاز. بدأت موسكو بتجريب سلاح...
بعد تسجيله أفضل أداء بين العملات في عام 2022م تراجع الروبل الروسي لأدنى قيمة له منذ مارس 2022م. ليبلغ 102 روبل لكل دولار. قبل أن...
يشهد السوريون في مناطق سيطرة النظام وضعاً اقتصادياً هو الأسوأ. مع تدنّ حاد في مستوى المعيشة والدخل. وتدنّ لمستوى الدخل اقترب معه من قيم قياسية...
اتخاذ الإدارة الأمريكية قراراً بعدم تمديد الإعفاءات من العقوبات الاقتصادية المفروضة على النظام السوري. يشير إلى عدم انعكاس هذه الإعفاءات على السوريين المتضررين من زلزال...
يأتي الانقلاب العسكري الأخير في النيجر في سياق الصراع بين الغرب وروسيا على النفوذ في إفريقيا. فتصاعد موجة الغضب بالمستعمرات الفرنسية السابقة ضد باريس والغرب...
تمثل المحادثات الأخيرة بين الولايات المتحدة وحركة طالبان الأفغانية في قطر نقطة تحول كبيرة في السياسة الخارجية الأمريكية. فبعد أن حاربت واشنطن الحركة وحليفتها تنظيم...
تُواجه اللِّيرَة التُّركيَّة تحدِّيات مُستمِرَّة، آخرها تراجُعها لمستويات قياسيَّة، وفي ظلّ تغيير السِّياسَة النَّقديَّة للمركزي التُّركيّ، يبدو مُستقبَل اللِّيرَة على مُفتَرق طُرُق، فمن الصَّعْب تَوقُّع...
لأوَّل مرَّة منذ ما يُقارب العامَيْن؛ قام المركزيّ التُّركيّ برَفْع سِعْر الفائدة من 8,5% إلى 15% دفعةً واحدةً، وهو ما يُعدّ انتقال السِّياسَة النَّقديَّة للمركزيّ...
بالطبع قرار المملكة العربية السعودية بالتخفيض الطوعي لإنتاجها من النفط بدايةً من يوليو المقبل بمقدار مليون برميل يومياً. لم يكن متوقعاً بهذا الحجم الكبير ولا...
يعد تزويد أوكرانيا بطائرات F16 خطوة على طريق التغيير في طبيعة الصراع بين موسكو وكييف. إلا أن هذا القرار من شأنه تعقيد المشهد السياسي. خاصةً...
تشير العديد من الدلائل إلى قرب هجوم أوكراني مضاد. وهذا الهجوم -في حال تم- سيكون الصراع الأقوى. فالخسارة به ستعني خسارة أوكرانيا الدعم الدولي. أما...
sdasadasd