الخميس 23 جمادى الأولى 1445هـ - 7 ديسمبر، 2023
الثلاثاء, 19 سبتمبر, 2023
تتسع رقعة التنافس الصيني الأمريكي بشكل مستمر. آخر حلقات هذا التنافس كان المشروع الأمريكي لربط الهند بالشرق الأوسط بأوروبا. ويبدو هذا المشروع رداً مباشراً على المشروع الصيني “الحزام والطريق”. وهو ما يعيد للأذهان الحرب الباردة. ولكن هذه المرة بأدوات اقتصادية.
في الواقع المشروع عبارة عن مبادرة أمريكية لربط الهند بدول الخليج العربي بحراً. ومنها إلى الأردن وإسرائيل عن طريق السكك الحديدية. ومنها بحراً إلى الاتحاد الأوروبي. أطلق على المشروع اسم “ممر الهند- الشرق الأوسط – أوروبا “(IMEC). وهو أول مبادرة تعاون في مجال النقل تضم الهند والإمارات العربية المتحدة والسعودية والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وإسرائيل.
يهدف المشروع إلى تعزيز حركة التجارة وتوفير موارد الطاقة وتحسين الاتصال الرقمي بين دول جنوب آسيا وأوروبا. ومن المتوقع أن يفيد بشكل أكبر الدول منخفضة ومتوسطة الدخل في المنطقة. ويتيح للشرق الأوسط القيام بدور كبير في التجارة العالمية.
أهمية المشروع تظهر من خلال اختصار الطرق التجارية التي تربط جنوب وجنوب شرق آسيا بأوروبا. فالطريق الحالي يمر بحراً عن طريق المحيط الهندي فالبحر الأحمر فقناة السويس فالبحر المتوسط. بينما الممر الذي يوفره المشروع يعد أقصر من الممر المعتمد حالياً.
بالطبع المشروع مهم بالنسبة للاتحاد الأوروبي. وذلك لكون المشروع يساعد في ربطه تجارياً بالشرق الأوسط وآسيا. مما يساعد في تقليل الآثار السلبية للحرب الروسية الأوكرانية على أوروبا.
كما أن للمشروع أهدافاً سياسية تتمثل في تعزيز جهود الولايات المتحدة الأمريكية لاعتراف السعودية بإسرائيل من خلال المصلحة الاقتصادية. حيث من المتوقع أن تربط خطوط السكك الحديدية بين الدولتين.
من جهة أخرى للمشروع عقبات عدة. سياسية واقتصادية وفنية. فالممر المزمع إنشاؤه لا يخدم التجارة الدولية بالشكل الأمثل. لكونه يعتمد في جزء منه على الممرات البرية. فالنقل البري ضعيف الفاعلية جداً مقابل النقل البحري. فالنقل البحري يستحوذ على 80% من التجارة الدولية.
من الناحية السياسية أيضاً قد يواجه المشروع معارضة من العديد من الدول التي قد تتضرر منه. فهو يضر بتركيا التي تسعى لأن تكون مركزاً تجارياً دولياً. كما يضر بمصر كونه سيقلل من الاعتماد على قناة السويس. كما سيضر بالصين.
كما أن من العقبات أيضاً: التمويل. فالمشروع يحتاج تمويلاً يقدر بعشرات مليارات الدولارات. ومن غير الواضح حتى الآن مصادر التمويل. وإن تمت الإشارة بشكل غير مباشر للسعودية. من خلال قول الولايات المتحدة بأن للسعودية دوراً محورياً في المشروع.
الولايات المتحدة صاحبة الفكرة والداعم الرئيس لها ليست جزءاً من هذا الخط. وهذا ما يطرح تساؤلات حول هدفها منه. والذي يبدو أنه يكرس فكرة العودة لمرحلة الحرب الباردة. ولكن هذا المرة من بوابة الاقتصاد وليس من بوابة سباق التسلح.
في الحقيقة إن المشروع الصيني أكبر وأوسع من المشروع الأمريكي. ويشمل 150 دولة وأكثر من 30 منظمة دولية. وحشدت الصين ما يقرب من تريليون دولار أمريكي وأنشأت أكثر من 3000 مشروع. ومن المخطط الانتهاء من المشروع بحلول عام 2049م. بينما المشروع الأمريكي غير واضح المعالم حتى الآن.
في النهاية من المبكر الحديث عن فرص نجاح المشروع الأمريكي. فما يزال في مرحلة الطرح الأولي. لكن عقباته تعد أكثر مقارنةً بعوائده. ومن الممكن أن يكون تحدياً سياسياً للصين. وهذا الأمر سيتبين خلال السنوات القليلة القادمة.
تعاني حكومة النظام من ضغوط اقتصادية متصاعدة وشح حاد في الموارد. وتعاني من جيش عماده مقاتلين كبار بالعمر. ما يدفع النظام للسعي للتخلص من هؤلاء...
على الرغم من بعد التوصل إلى حل سياسي للحرب في غزة. إلا أن الدلائل تشير إلى أن أي حل سيكون بمثابة تغيير جذري في الخريطة...
على الرغم من الدوافع الأمنية لإسرائيل في حربها على غزة إلا أن التكاليف الضخمة للحرب قد تكون فوق قدرة الاقتصاد الإسرائيلي على تحملها. وهو ما...
على الرغم من عدم وضوح أمد نهاية الحرب في غزة إلا أن إسرائيل تعد حتى الآن أبرز الخاسرين. وذلك على المستوى العسكري والسياسي والأمني والاستراتيجي....
آمال إسرائيل في تدشين حقبة جديدة من الازدهار الاقتصادي تلاشت أمام صواريخ المقاومة. ولعل الخسائر التي مُنِي بها الاقتصاد الإسرائيلي تفوق في تأثيرها الخسائر العسكرية....
تعد المقاطعة الشعبية العربية ضد الشركات الداعمة لإسرائيل أحد أشكال المقاومة الاقتصادية. وعلى الرغم من ضعف تأثيرها النسبي أمام الدعم الأمريكي الهائل. إلا أنها موقف...
يعد المخطط الإسرائيلي لتهجير سكان قطاع غزة إلى سيناء -في حال نجاحه- نهايةً حتميةً للقضية الفلسطينية. وخسارةً مؤكدةً وأبديةً لفلسطين. وتشكل ثغرةً كبرى في الأمن...
على الرغم من إعلان إسرائيل عزمها على تنفيذ اجتياح بري لقطاع غزة. إلا أنها لا تزال تؤجل. ما يشير لترددها. وذلك خشيةً من الخسائر الاقتصادية...
لا تقتصر نتائج الحرب على قطاع غزة على الجانب الإنساني. فالاقتصاد العالمي سيكون في مرمى نيران الحرب وكذلك الاقتصاد الإسرائيلي. فالاقتصاد العالمي مرشح في حال...
مشروع القرار الأوروبي بتمديد سقف أسعار الغاز يعد دلالةً على خشية الاتحاد الأوروبي من توترات دولية متصاعدة قد تؤثر على تدفق واردات الغاز. كما يعد...
تتسع دائرة تأثير الحرب على قطاع غزة لتطال أسعار النفط. والذي ارتفعت أسعاره لتصل إلى 92 دولاراً للبرميل. وهو ما يهدد الانتعاش الاقتصادي العالمي الهش....
sdasadasd