الخميس 23 جمادى الأولى 1445هـ - 7 ديسمبر، 2023
السبت, 18 نوفمبر, 2023
على الرغم من الدوافع الأمنية لإسرائيل في حربها على غزة إلا أن التكاليف الضخمة للحرب قد تكون فوق قدرة الاقتصاد الإسرائيلي على تحملها. وهو ما يعزز من فرضية البعد الاقتصادي للحرب. فما يأمل الاحتلال في كسبه اقتصادياً يفوق ما سيتكبده من تكاليف وخسائر. ولعل الغاز ومشروع الربط بين الهند وأوروبا يعد كلمة السر في هذا الأمر.
في الحقيقة الاقتصاد يقود السياسة. فلكل حرب دوافعها الاقتصادية. فبدءاً من الحروب الصليبية مروراً بالحرب العالمية الثانية. وليس انتهاءً بغزو ليبيا والعراق. كلها حروب بدافع اقتصادي وبستار سياسي. وهو ما ينسحب على الحرب على غزة. فلفهم جوهر الحرب لا بد من البحث في الدوافع الاقتصادية لها.
على الرغم من التهديد العسكري الكبير الذي تشكله المقاومة الفلسطينية على إسرائيل. إلا أن إصرار الأخيرة على الاجتياح البري للقطاع يثير التساؤلات. لا سيما أن الاحتلال غالباً ما يسعى لحسم حروبه جوياً. ولكن في هذه الحرب يصر على الغزو البري. على الرغم من الخسائر البشرية والتكاليف الاقتصادية للغزو.
في اقتصاد الحرب لا يكفي تحقيق النصر العسكري. فزيادة التكاليف عن الغنائم يعد شكلاً من أشكال الهزيمة. وهو ما يعيه الاحتلال جيداً. ولذلك في قراره بالاجتياح البري وعلى الرغم من أن التقارير تشير إلى أن التكاليف ستتضاعف. إلا أنه يأمل بعوائد اقتصادية تفوق التكاليف التي سيتكبدها.
أما فيما يتعلق بتكاليف الحرب الإسرائيلية ووفقاً لتقرير بنك الاستثمار الإسرائيلي. فإن تكاليف التدخل البري سيتجاوز 17 مليار دولار. ما يعادل 3.5% من إجمالي الناتج المحلي الإسرائيلي.
في الواقع تعد المياه الإقليمية الفلسطينية غنية بالغاز. فهناك أكثر من حقل مكتشف. أهمها حقل مارين 2. بمخزون يتجاوز 1,4 مليار متر مكعب. ومخزون نفطي يقدر بـ 1,5 مليار برميل. وعوائد حقل مارين 2 لوحدها تقدر بـ 4 مليارات دولار سنوياً دون احتساب عوائد النفط. وعوائد النفط تقدر بعشرات المليارات.
وفقاً للتقديرات الأولية فإن حقل مارين 2 قادر على تلبية احتياجات السوق الفلسطينية من الغاز. وتوفير جزء للتصدير. لمدة 20 عاماً. أما الحقول الأخرى فهي صغيرة نسبياً. فحقل مارين 1 يبلغ مخزونه الاحتياطي 32 مليار متر مكعب. وهي كمية قليلة نسبياً. ولا تشكل رقماً فارقاً في صناعة الغاز.
تقدر عوائد الحقل الرئيس مارين 2 بـ 30 مليار دولار موزعة على 20 عاماً. وهي تفوق تكلفة الحرب على غزة والمقدرة بـ 17 مليار دولار. لكنها لا تشكل ثروةً حقيقيةً تستحق تحمل الخسائر البشرية وخسارة الرأي العام الدولي. وتضرر القطاعات الاقتصادية الإسرائيلية.
وفقاً لمعيار الربح والخسارة في البعد الاستراتيجي. لا يشكل الغاز دافعاً حقيقياً ومقنعاً لغزو القطاع برياً. فالفرق بين عوائد الغاز وتكلفة الحرب يقدر بـ 13 مليار دولار. وهذا الرقم ليس بالضخم. ولن تغامر إسرائيل لأجله بدخول حرب ليست محسومة النتائج. وهذا ما يدفع للبحث عن أسباب اقتصادية أخرى غير الغاز.
رداً على المشروع الصيني العملاق “الحزام والطريق” أطلقت الولايات المتحدة الأمريكية مشروعها لربط الهند بدول الخليج العربي بحرياً. ومنها إلى إسرائيل برياً. وصولاً إلى الاتحاد الأوروبي. وهذا المشروع من شأنه ربط إسرائيل اقتصادياً بدول العالم.
إسرائيل تنظر للمشروع الأمريكي كفرصة استراتيجية. فهو يربطها اقتصادياً بالدول العربية. ما يعني أنه سيكون مدخلاً للتطبيع مع المزيد من العرب. كما سيكون مدخلاً لتحسين اقتصادها وتحويله لنقطة ربط دولية.
يعد قطاع غزة ممراً إلزامياً للمشروع. لذلك كان لا بد من احتلاله وحتى تهجير سكانه. تمهيداً لتنفيذ المشروع مستقبلاً. والمكاسب الإسرائيلية هنا تعد استراتيجية وطويلة المدى. وهي ما تعد مبرراً لتحمل التكاليف المرتفعة اقتصادياً وسياسياً وبشرياً. وبينما العمر الإنتاجي للغاز لا يتعدى بضعة عقود. فإن مشروع الربط ذو أثر استراتيجي.
مما لا شك به أن إسرائيل ستستفيد من غاز غزة في حال تمكنت من احتلال القطاع. لكنه لا يشكل دافعاً حقيقياً للحرب. بينما مشروع الربط الأمريكي يعد مبرراً حقيقياً للدخول في هكذا مغامرة. فإسرائيل هي الأكثر استفادةً من المشروع. وهو ما يبرر دخولها الحرب وتحملها كل تبعاتها السياسية والبشرية والاقتصادية.
تعاني حكومة النظام من ضغوط اقتصادية متصاعدة وشح حاد في الموارد. وتعاني من جيش عماده مقاتلين كبار بالعمر. ما يدفع النظام للسعي للتخلص من هؤلاء...
على الرغم من بعد التوصل إلى حل سياسي للحرب في غزة. إلا أن الدلائل تشير إلى أن أي حل سيكون بمثابة تغيير جذري في الخريطة...
على الرغم من عدم وضوح أمد نهاية الحرب في غزة إلا أن إسرائيل تعد حتى الآن أبرز الخاسرين. وذلك على المستوى العسكري والسياسي والأمني والاستراتيجي....
آمال إسرائيل في تدشين حقبة جديدة من الازدهار الاقتصادي تلاشت أمام صواريخ المقاومة. ولعل الخسائر التي مُنِي بها الاقتصاد الإسرائيلي تفوق في تأثيرها الخسائر العسكرية....
تعد المقاطعة الشعبية العربية ضد الشركات الداعمة لإسرائيل أحد أشكال المقاومة الاقتصادية. وعلى الرغم من ضعف تأثيرها النسبي أمام الدعم الأمريكي الهائل. إلا أنها موقف...
يعد المخطط الإسرائيلي لتهجير سكان قطاع غزة إلى سيناء -في حال نجاحه- نهايةً حتميةً للقضية الفلسطينية. وخسارةً مؤكدةً وأبديةً لفلسطين. وتشكل ثغرةً كبرى في الأمن...
على الرغم من إعلان إسرائيل عزمها على تنفيذ اجتياح بري لقطاع غزة. إلا أنها لا تزال تؤجل. ما يشير لترددها. وذلك خشيةً من الخسائر الاقتصادية...
لا تقتصر نتائج الحرب على قطاع غزة على الجانب الإنساني. فالاقتصاد العالمي سيكون في مرمى نيران الحرب وكذلك الاقتصاد الإسرائيلي. فالاقتصاد العالمي مرشح في حال...
مشروع القرار الأوروبي بتمديد سقف أسعار الغاز يعد دلالةً على خشية الاتحاد الأوروبي من توترات دولية متصاعدة قد تؤثر على تدفق واردات الغاز. كما يعد...
تتسع دائرة تأثير الحرب على قطاع غزة لتطال أسعار النفط. والذي ارتفعت أسعاره لتصل إلى 92 دولاراً للبرميل. وهو ما يهدد الانتعاش الاقتصادي العالمي الهش....
يواجه قطاع غزة احتمالاً مرتفعاً لاجتياح بري. وهو ما يعني احتمالات مرتفعة لدخول المنطقة في صراع طويل الأمد. خاصةً أن إعادة احتلال القطاع ليست بالأمر...
sdasadasd