السبت 3 رمضان 1444ﻫ - 25 مارس، 2023
الإثنين, 4 يوليو, 2022
بعد مرور أكثر من عقد على الحرب بسوريا ما تزال غالبية الجغرافيا السورية تعاني من واقع اقتصادي متردٍ. وهذا ينسحب بشكل مباشر على مناطق سيطرة النظام. والتي تدل المؤشرات على أنها الأكثر سوداوية من حيث المؤشرات الاقتصادية الكلية والجزئية. وبشكل عام تعد دراسة الواقع الاقتصادي العام مدخلاً رئيساً لفهم الاتجاه السياسي والعسكري. لذلك ولفهم الواقع السوري الحالي بدقة لا بد من تحديد الواقع الاقتصادي. والسؤال هنا: ما الواقع الاقتصادي لمناطق سيطرة النظام؟
منح تقرير التنمية البشرية الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سوريا 0.567 درجة لتكون في المرتبة 152 من أصل 189 دولة. ورغم أن دمشق وصلت إلى درجة 0.672 في عام 2010م. إلا أن هذا التدهور يشير إلى أن السنوات القليلة الأولى من الصراع قضت على عقدين كاملين من التنمية البشرية.
وفيما يتعلق بالفقر ومؤشراته فإن معدل الفقر في مناطق سيطرة النظام يبلغ 98%. والبطالة تتجاوز 70%. ومستوى الأجور بحدود 35 دولاراً شهرياً. وفيما يتعلق بعدم المساواة في سوريا فهو أمر يصعب تقييمه بسبب نقص البيانات. لكن الفجوة متسعة جداً بين طبقة صغيرة من المستفيدين من الحرب ورجال الأعمال الأثرياء المرتبطين بالنظام وبين الأغلبية الفقيرة. كما يوجد أيضاً تفاوتات جغرافية وعرقية وطائفية.
حتى عام 2011م سيطرت الدولة على جميع جوانب الحياة الاقتصادية. ولكن تعرضت تلك السيطرة لمزيد من التشويه خلال فترة الصراع من قبل الميليشيات المسلحة المرتبطة بالنظام. واحتلت سوريا المرتبة 176 من بين 190 دولة في مؤشر سهولة ممارسة الأعمال لعام وفقاً للبنك الدولي. بنتيجة 42.0 نقطة. مع وجود العديد من العوائق مثل التصاريح. والتجارة عبر الحدود. والحصول على الائتمان. وقد تفاقمت هذه المخاوف بسبب التضخم والحرب الروسية الأوكرانية.
كما أدى انتشار الفساد إلى زيادة تكلفة ممارسة الأعمال التجارية. في حين ألحق الضرر الناتج عن الصراع أضراراً بالغة بعدة قطاعات اقتصادية. وأتاح فرصاً للتهريب وخرق القانون. ففي عام 2021م قُدرت الأموال التي لم يدفع عليها ضرائب في مناطق سيطرة النظام 3,200 مليار ليرة سورية و 100 مليون دولار. ونتيجة الضغط المباشر وغير المباشر على رجال الأعمال فقد هاجر العدد الأكبر منهم إلى خارج البلاد. لا سيما بعد استنزاف مواردهم ورؤوس أموالهم من قبل النظام وميليشياته. ففي عام 2020 هاجر أكثر من 40 ألف مستثمر وتاجر.
اتخذ النظام السوري سلسلة من الإجراءات للحد من تدفق العملات الأجنبية إلى الخارج وجني الإيرادات. فالبنك المركزي السوري فرض على المصدّرين بيع 50% من إيرادات التصدير له مقابل سعر يحدده البنك. وهذا السعر يقل عن السعر الحقيقي بنسبة 30%. كما تم رفع الرسوم الجمركية على الشاحنات التي تمر عبر الحدود الأردنية من 10 إلى 62 دولاراً. وبشكل عام يغلب على الأسواق في مناطق سيطرة النظام ظاهرة احتكار القلة. فمؤشرات التنافس تكاد تكون معدومة. في ظل استخدام بعض رجال الأعمال نفوذهم السياسي والعسكري لتحقيق مكاسب اقتصادية.
ارتفعت نسبة العجز في الميزان التجاري من 16.6% من قيمة الناتج المحلي الإجمالي إلى 34.6% في عام 2021م. فالصادرات بلغت 664 مليون يورو. وهو رقم متواضع للغاية. بينما بلغت الواردات 4 مليارات يورو. وهذا يوضح الهوة الحادة في الميزان التجاري. وهو ما أثر سلباً على واقع الليرة السورية المتأزمة بطبيعة الحال. والتي بلغت قيمتها 4,000 ليرة للدولار الواحد. وهو ما عزز الضغوط الاقتصادية على حكومة النظام وعلى السوريين في مناطق سيطرته.
أما فيما يتعلق بالتضخم فقد واصل مؤشر أسعار المستهلك الارتفاع خلال السنوات السابقة. ففي عام 2020م بلغ 250% على أساس سنوي. وتراجع في عام 2021م إلى 97%. وما يزال مرتفعاً ويضغط بشكل حاد على حكومة النظام وعلى السوريين. وتظهر آثاره من خلال الارتفاع الحاد في الأسعار لا سيما أسعار المواد الأساسية. وفي تراجع القوة الشرائية للدخول. وهو ما عزز من واقع الفقر في البلاد.
الواقع والأرقام تقول إن المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري تعيش حالة اقتصادية بالغة السوء. تضافرت فيها كل الأسباب لجعل المنطقة في حالة فقر حاد. بحيث باتت تهدد الاستقرار الاجتماعي. وربما السياسي مستقبلاً. وفي ظل الواقع الاقتصادي العالمي المتأزم حالياً وفي ظل الضغوط الاقتصادية التي يواجهها حلفاء النظام فمن المتوقع أن تزداد المؤشرات الاقتصادية تدهوراً في المستقبل القريب.
تشهد حوامل الطاقة في العالم أجمع ارتفاعات قياسية مدفوعة بعوامل اقتصادية وسياسية. وعلى رأسها تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية. إضافة لأزمة التضخم العالمي وأزمة سلاسل التوريد....
يعد مفهوم الخصخصة من المفاهيم الاقتصادية ذات الانعكاس السياسي والاجتماعي. وتعد من المفاهيم الشائعة. وتختلف النظرة إليها سواء على مستوى العامة أو على مستوى الأخصائيين....
عانى الشمال السوري من ويلات الحرب أكثر من غيرها من مناطق سوريا. خاصةً مع احتلال داعش المنطقة. حيث كانت الرقة العاصمة المزعومة للتنظيم. ما أدى...
يعد الكساد الاقتصادي من المصطلحات الشائعة في علم الاقتصاد. ويعد من الأزمات التي تصيب الدول وقد تصيب الاقتصاد العالمي. ويرتبط الكساد بآثار اقتصادية واجتماعية حادة...
غالباً ما يُنظر للاجئين السوريين على أنهم عبء اقتصادي على الدول المضيفة لهم. وأن قضية دمجهم في سوق العمل لا تخرج عن كونها واجباً إنسانياً....
الحرب والثورة كالبتر دوماً. كما يجلبان الحقوق فإنهما يحتاجان إلى عملية كيّ حتى يتوقف النزيف وتتوقف الآلام وتلتئم الجراح. هذا هو الحال في كل ثورة....
مما لا شك فيه أن قياس قوة الدولة لا يرتكن فقط إلى دانات المدافع وتعداد الجنود. فتلك تسمى القوة الدراماتيكية أو العسكرية. ولكن هناك ما...
عاش المجتمع السوري لمدة عقد في حرب أهلية شعواء يقف أهلها بين طرفي نقيض. كلاهما لا يفكر في حق المجتمع السوري في حياة كريمة. سنحاول...
يعتقد البعض أن كلمة الاستثمار محصورة في إنشاء المصانع والمنشآت العملاقة. وما دون ذلك لا علاقة له بالاستثمار. وهذا المفهوم خاطئ كلياً. فالاستثمار يُقصد به...
أفضت الكارثة الإنسانية في سوريا إلى دمار اقتصادي هائل طال البنية التحتية والكتل السكنية والموارد الاقتصادية. إضافةً للكارثة الإنسانية التي سبّبت مئات آلاف الضحايا وملايين...
لوح الرئيس الأمريكي جو بايدن أكثر من مرة بفرض عقوبات على النفط الروسي وحظر بيعه. إمعاناً في تقويض نظام فلاديمير بوتين ودفعه لإيقاف الحرب الروسية...
مع تمكن القوات الروسية من مدينة خيرسون بشكل كامل. واقترابها من السيطرة على العاصمة الأوكرانية كييف. تبدو احتمالات التدخل العسكري من حلف الناتو أو الاتحاد...
sdasadasd