الأثنين 17 ربيع الأول 1445هـ - 2 أكتوبر، 2023

هل عمل اللاجئين السوريين واجب إنساني أو استثمار اقتصادي؟

img

الأحد, 27 فبراير, 2022

7

غالباً ما يُنظر للاجئين السوريين على أنهم عبء اقتصادي على الدول المضيفة لهم. وأن قضية دمجهم في سوق العمل لا تخرج عن كونها واجباً إنسانياً. وهي بلا شك كذلك. ولكن لا يجوز إغفال الأثر الاقتصادي الإيجابي الذي يحقّقه عمل اللاجئين لاقتصاد الدول المضيفة لهم. فاللاجئون السوريون ساهموا بشكل أو بآخر بدعم اقتصادات الدول المضيفة. والسؤال الآن: هل عمل اللاجئين السوريين واجب إنساني أو استثمار اقتصادي؟

كيف دعم اللاجئون السوريون اقتصادات الدول المضيفة؟

في الحقيقة توثّق الدراسات والإحصاءات مستوى المساهمة الاقتصادية التي يقدمها اللاجئون السوريون لاقتصادات الدول المضيفة. منها مساهمات مباشرة وأخرى غير مباشرة. لهذا السبب فإن اعتبار اللاجئين عبء اقتصادي فكرة خاطئة وتدحضها الحقائق والأرقام.

أكّد مركز الهجرة التابع لجامعة أكسفورد أن اللاجئين السوريين حققوا لدول اللجوء مجتمعةً زيادةً في الناتج المحلي الإجمالي عام 2018م. يُقدّر بـحوالي 25 مليار دولار أمريكي. هذا الرقم الضخم يعبّر وبشكل جلي عن مدى المساهمة التي قدّمها اللاجئون السوريون لاقتصادات الدول المضيفة.

كما أصدرت منظمة Tent Foundation وهي منظمة أمريكية غير ربحية تقريراً علمياً بعنوان “عمل اللاجئين: استثمار إنساني يحقق مكاسب اقتصادية”. استند التقرير على إحصائيات البنك الدولي وعلى تقارير عالمية تخص ظاهرة اللجوء. ووفقاً للتقرير المذكور فإن إنفاق يورو واحد على اللاجئين يحقق مكاسب اقتصادية للدولة المضيفة تبلغ 2 يورو في غضون خمس سنوات.

وفقاً للتقرير المذكور فإن قضية الإنفاق على اللاجئين لا يجوز تصويرها بمنأى عن الأثر الاقتصادي الإيجابي. فهي واجب إنساني تجاه اللاجئين من حيث توفير فرص عمل لهم. إلا أنه في الوقت نفسه استثمار اقتصادي مربح. والمؤشرات الاقتصادية الخاصة بدول اللجوء تشي بتلك التأثيرات الإيجابية.

من جهة أخرى تتعدد الوسائل التي من خلالها يقدم اللاجئون المنفعة الاقتصادية لدول اللجوء. منها تدفق التمويل الإنساني تجاه الدول المضيفة. وهذا التمويل يشكّل فرصة لتدعيم البنية التحتية وافتتاح مشاريع جديدة.

ما أهمية تشغيل اللاجئين ودمجهم في الاقتصاد المحلي؟

إن تشغيل اللاجئين ودمجهم في الاقتصاد المحلي من شأنه خلق فرص عمل غير مباشرة للسكان المحليين. إضافة لإثراء رأس المال البشري. ومما لا شك به أن اللاجئين السوريين يمتلكون خبرات واسعة في مجالات عدة إنتاجية وخدمية. كما أن الأعداد الكبيرة للاجئين تزيد من الطلب الكلي في الدولة المضيفة. وبالتالي تحفيز الإنتاج الكلي.

في نهاية المطاف غالباً ما يتم التطرق لسلبيات اللجوء السوري عند الحديث عن الحرب في سوريا. إلا أن تناول الإيجابيات نادراً ما تتم الإشارة له. فهناك العديد من الاستثمارات نقلها اللاجئون السوريون معهم إلى دول اللجوء. على سبيل المثال استقبل الأردن 12 معملاً تم نقلها من سوريا. وتركيا استقبلت أكثر من 1.5 مليار دولار كاستثمارات حملها اللاجئون السوريون معهم خلال الحرب في سوريا.




المنشورات ذات الصلة