الأثنين 10 ربيع الأول 1445هـ - 25 سبتمبر، 2023

ما أهمية الاستثمار في بناء القيادات في الداخل السوري؟

img

الأحد, 27 فبراير, 2022

3

في الحقيقة لقد ساهم رأس المال البشري على مرّ العصور في تحسين الوضع الاقتصادي في العديد من البلدان. خاصةً بلاد شرق آسيا ومنها الصين واليابان وماليزيا في العقود الأخيرة على سبيل المثال. ولذلك فإن الاستثمار في رأس المال البشري ساعد في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية. حيث قطعت الدول التي ركزت على هذا النوع من الاستثمار شوطاً طويلاً بمجال التنمية البشرية وتدريب الأيدي العاملة وتنمية مهارات.. إلخ. ومع التطورات الحديثة في مجال العلوم الإدارية أصبح التركيز على الاستثمار في بناء قيادات المستقبل أكثر اهتماماً وإلحاحاً لدى الدول التي تريد أن تحجز لنفسها مكان على المستوى العالمي. والسؤال هنا: كيف يمكن الاستثمار في بناء القيادات في الداخل السوري؟

لماذا يعد رأس المال البشري من أهم الموارد الاقتصادية؟

في الواقع يعد رأس المال البشري من أهم الموارد الاقتصادية التي ينبغي التنقيب عنها ومحاولة استثمارها. وتتمثل رؤوس الأموال البشرية في كافة طاقات ومهارات الأفراد. حيث تعتبر الكوادر البشرية من أغلى رؤوس الأموال التي تمتلكها الأمم. وفي نفس المجال ترى العديد من الدول أن رأس المال البشري هو المحرك الرئيسي لكافة خطط التنمية ومشاريع الاستثمار التي تهدف للنهوض في الأمم.

في الحقيقة يرى العديد من العلماء أن رأس المال البشري يتغير خلال العقود الأخرى. وتتغير مكوناته والقدرات والمهارات التي يجب أن يمتلكها أفراده. انطلاقاً من أدنى المستويات الإدارية وصولاً للقيادات العليا والمتوسطة على مستوى البلد ككل أو الشركات أو المستويات الإدارية المتوسطة. حتى بات الاستثمار في بناء القدرات وتطوير المهارات إضافة إلى بناء قادة المستقبل الشغل الشاغل للعديد من الدول.

من هنا ونظراً لأهمية رأس المال البشري ودوره المستقبلي أصبح الاستثمار في تطوير مهاراته وبناء قدراته يحتل اهتماماً كبيراً لدى الدول. وترصد له العديد من الدول أموالاً طائلة لإيمانها التام بأن العائد المستقبلي من الاستثمار في بناء القيادات سيحقق عائد مستقبلي مرتفع جداً.

كيف يمكن الاستثمار في رأس المال البشري؟

في الحقيقة يرتبط مستقبل أي بلد بقدرته على امتلاك مجوعة من القيادات المتميزة والناجحة في مختلف المجالات. خصوصاً القيادات التي تساعد على تنمية المجتمعات وتطويرها وتأهيلها نحو الأفضل في كافة القطاعات المهمة والحيوية.

ولذلك عملت الدول المتقدمة على الاستثمار في بناء القيادات الحالية والمستقبلية عن طريق إطلاق العشرات من برامج بناء القيادات وتطويرها. علاوة على إنفاق مبالغ كبيرة على هذه البرامج. وعادة ما يتم إدراج هذا الإنفاق تحت بند الاستثمار في قيادات المستقبل.

لماذا الاستثمار في بناء القيادات في الداخل السوري؟

بصفة عامة يمكن البدء في إطلاق برامج الاستثمار في بناء القيادات في الداخل السوري. بسبب العديد من النتائج الإيجابية التي تنتج عن هذه البرامج. حيث تسهم في تحقيق أكبر عائد اقتصادي واجتماعي وتنموي وثقافي في الداخل السوري.

هناك جانب اقتصادي للاستثمار في بناء القيادات في الداخل السوري. حيث يتوقع من الاستثمار في برامج بناء القيادات أن تحقق عائداً عالياً. من خلال الحصول على قيادات ناجحة قادرة على قيادة القطاع الاقتصادي بمختلف قطاعاته بأفضل الطرق. خاصةً التي ترتبط بتعظيم الأرباح وتقليل التكاليف. وهذا بالفعل ما حققته العديد من الدول منها اليابان التي حققت عوائد اقتصادية هائلة بالاعتماد على العنصر البشري والقيادات فيها.

وهناك جانب اجتماعي للاستثمار في بناء القيادات في الداخل السوري. فالقادة الذين يتم الاستثمار فيهم سيكونون قادة المستقبل في الداخل السوري. وهؤلاء القادة سيركزون على دعم التعليم والصحة وتقليل البطالة والحد من الفقر.

أما على الجانب التنموي للاستثمار في القيادات في الداخل السوري فقد أصبح دور قيادات المستقبل في الداخل السوري مهماً جداً. خاصةً في العمل ضمن مفهوم التنمية المستدامة بأفضل شكل بهدف تقليل التلوث والحد من التغيرات المناخية وزيادة المساحات الخضراء.

في الحقيقة إن الاستثمار في بناء قيادات المستقبل في الداخل السوري يعني الاستثمار بجيل جديد يدعم الحوار وتعدد الثقافات ونقل المعرفة.

في النهاية إن عملية الاستثمار في بناء القيادات من القضايا المهمة في الدول المتقدمة. ويتعدى هدفها الهدف الاقتصادي والإداري للدول ليشمل أهدافاً محلية ودولية. بالإضافة إلى أدوار مهمة يجب أن تقوم بها تلك القيادات لتحقيق أهداف اقتصادية اجتماعية وتنموية وثقافية على المستوى المحلي في الداخل السوري.




المنشورات ذات الصلة